القاهرة - الفوز على إيطاليا له قيمة كبيرة لأنه يعنى أن يلعب المنتخب يوم الثلاثاء المقبل مع فريق احتل المركز الثالث. وهو ما يمنحنا الأمل فى استكمال الطريق والاستمرار فى البطولة.
ولعله وجه هانى أبوريدة الطيب الذى يفتح الأبواب المغلقة والموصدة، ولو أنى أضع بين قوسين أنى لا أحب حكاية الوش الحلو والطيب.. لكنها المعجزة المصرية التى تحققت فى مباراة إيطاليا بالرغم من تحفظاتى الكاملة على أداء الفريق ومستواه.
وهنا أوضح ما يلى:
أولا: هناك فرق بين الفرحة بفوز المنتخب وبين تقييم أداء المنتخب.. والفرحة تكون أكبر حين تمتزج النتيجة بأداء ممتع.
ثانيا: حين يتوجه ناقد فنى إلى مهرجان سينمائى مثل “كان” ويشاهد فيلما مهما مشاركا فى المسابقة.. هل يخرج من صالة العرض مثل المشاهد العادى والمتفرج والمشجع أو مثل “ابن عم المخرج” ليقول لنا: كان فيلما حلوا أو جميلا أرشحه للفوز
بالسعفة الذهبية دون أن يوضح لنا كناقد أسباب ترشيحه!
ثالثا: الأمر واضح. حقق المنتخب الوطنى إنجازا بالفوز على إيطاليا واحتلال المركز الأول بعد معجزة أخرى حققها فريق ترينداد وتوباجو بالتعادل مع باراجواى.. لكن مستوى أداء المنتخب الوطنى يثير علامات استفهام.. فالفريق لعب أمام إيطاليا بحماس يفوق الوصف، وبفردية تفوق الوصف.
فكل لاعب يرى مرمى الفريق الإيطالى من بعيد.. مثلا “عند البراميل” التى يحدد بها حرس الشواطئ أماكن الأعماق والخطر فإنه (أى لاعبنا) يسدد الكرة دون أن يرى المرمى أو يرى المرمى ويسدد بعيدا عنه. أو يرى المرمى ولا يرى زميله. أو يرى المرمى ويرى زميله، ولكنه يوحى لنا وله بأنه لا يراه.. ولذلك من بين 15 تسديدة مصرية طويلة التيلة والمدى وصلت ثلاث أو أربع تسديدات إلى يد الحارس الإيطالى!
رابعا: فى بعض الفترات لعب المنتخب كرة قدم، تلك اللعبة اللطيفة التى تقوم على تعاون الفرد مع الجماعة، وتعاون الجماعة
مع بعضها.. ولكن فى معظم فترات المباراة كنا نمارس هوايتنا الشهيرة.
نجرى خلف الكرة ونجرى بالكرة ونجرى من الكرة وحين نصل إليها نجرى خوفا منها.. فلا بناء لهجمات ولا تنظيما لاسيما فى وسط الملعب، لدرجة أن خط الوسط ظل متابعا ومعجبا بالكرة الطائرة التى تمرق فوق الرءوس مثل ألعاب نارية، أما عفروتو الذى يغنى له المعلق كلما لمس الكرة أو شمها على مشط قدمه أو أخمصها: “عفريت مجنون بيلف الكون.. إلخ أغنية هنيدى.. “ “ فلم يشارك فى تلك المباراة بسبب الرقابة الإيطالية “الغلسة “.. فيما ما زال محمد طلعت مشهورا بهدفه الحلو الذى سجله للأهلى فى الدورى.. ومشغولا بالضفيرة التى تجرى خلف رأسه (وانت مالك يا أخى دى حرية شخصية).. معاك حق يا بنى!
خامسا: أسوأ تقييم لفريق هو الذى يستند إلى نتيجة مباراة. وليست تلك وظيفة النقد. خاصة أن مباراة إيطاليا لو كانت انتهت بالتعادل وكان ذلك واردا لطالت سهام النقد رقاب سكوب وهانى رمزى وهانى أبوريدة وزاهر وحسن صقر وكل مصر.. لكن عدالة السماء بالقاهرة المولودة من بطن عدالة السماء فى باليرمو كانت رحيمة بشباب مصر وجمهورها العظيم!
سادسا: على مدى 40 عاما على الأقل شاهدت فيها مباريات كثيرة لفرق ومنتخبات مصرية أتوقف عند مباراة مصر وهولندا فى مونديال 90، ومباريات كأس الأمم 98 و2006 و2008. ومباراتى كأس القارات مع البرازيل وإيطاليا. وحفنة أخرى من مباريات الأندية والمنتخبات لعبنا فيها كرة قدم حقيقية قائمة على الخطط والتكتيك والنزعة الهجومية والكرة الشاملة كما فى غانا 2008. وجمعنا فى تلك المباريات بين النتائج الجيدة وبين الأداء الممتع.
إذن هناك فارق مهم بين الفرحة بالنتيجة والاستمرار فى البطولة وبين تقدير مستوى اللاعبين والأداء، وهم بالفعل يملكون مهارات وشجعان وعندهم حماس. لكن ينقصهم مدرب حتى الآن.
مدرب يدير المباراة ويراها ويفرض على لاعبيه شخصيته ويساعدهم على فرض شخصية الفريق بالملعب.. لكن دائما نرى الزمام مفقودا والمبادرة غائبة.. هل تعرفون الزمام المفقود؟ إنه يعنى أن تمسك جملا شرسا بحبل. ويغضب الجمل أو يتحمس.ويهرب من قيد الحبل وبالحبل ويثير الذعر فى السوق.
هكذا رأيت حالة الذعر فى الملعب ونحن نلعب مع الفريق الإيطالى ونهزمه بأربعة أهداف..” والله مش عارف امتى حصل ده!
يبقى مرة أخرى أن الفوز على إيطاليا على الرغم من الأداء الفردى، واحتلال المركز الأول فى المجموعة يفتح أمام المنتخب فرصة الفوز “بالسعفة الذهبية” فى مهرجان مونديال الشباب ولعلها النتيجة الوحيدة والمركز الوحيد الذى منحنا تلك الفرصة المعجزة.. يارب النصر.. لمصر!
المصدر: صحيفة الشروق، خاص مهندس محمد فكرى .
السبت 2 نوفمبر 2013 - 23:34 من طرف مصطفى الزرقا
» عمرة الموتيسكل الصينى
الخميس 23 مايو 2013 - 17:58 من طرف مصطفى الزرقا
» ايات السمع
الثلاثاء 7 مايو 2013 - 14:17 من طرف ابوعمران
» الحاكم على جميع الجن الارضى
الإثنين 6 مايو 2013 - 20:45 من طرف ابوعمران
» انواع السحر واعراضة
الأحد 5 مايو 2013 - 21:28 من طرف midofekry30
» آيات الفتح
الأحد 5 مايو 2013 - 21:18 من طرف midofekry30
» فكرة جديدة لتغير الزيت بالدراجة الصينية
السبت 27 أبريل 2013 - 22:11 من طرف علاء ابو جنه
» علاج سحر النسيان
الأحد 14 أبريل 2013 - 11:27 من طرف ابوعمران
» نفسك تسافر بالمكنة الاسماعيلية من غير ماتقف تريح ادخل هنا وانتا تعرف الفكرة
السبت 6 أبريل 2013 - 2:11 من طرف TheGold